طلاب: نتمنى أن لا تكون الوعود حبراً على ورق كما اعتدنا
دكتورة في القسم: ستملك الكلية أفضل استديو تلفزيوني وإذاعي تعليمي في الشرق الأوسط
تقوم جامعة دمشق حالياً بوضع اللمسات الأخيرة على مبنى كلية الإعلام الأولى في سورية ضمن حرم كلية الآداب بدمشق،
على أن يتم بدء التدريس فيها بداية العام الدراسي القادم 2010 – 2011، معلقةً عليها الآمال في تطوير الإعلام السوري وخريجوه في جامعة دمشق، إلا أن طلاب قسم الإعلام الحالي وجدوا الخطوة متأخرة جداً وتحتاج إلى وقت طويل حتى تصل للمستوى المطلوب.
سيريانيوز استطلعت آراء طلاب الإعلام حول الكلية الجديدة وما مدى رضاهم عن تصريحات القائمين على العمل، وقالت طالبة الماجستير في قسم الإعلام لين عيسى إن "تأسيس الكلية وإن كان متأخراً فهو انجاز بحد ذاته، وأن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً، لكن الكلية وبحكم أنها جديدة على سورية ككل فهي تحتاج لجهود جبارة ووقت طويل حتى تكون بالمستوى المنشود".
وأردفت لين "ستحتاج الكلية الجديدة لكادر تدريسي جديد إضافةً للموجود حالياً، كي يكونوا قادرين على التعامل مع التقنيات الجديدة وتعليم الطلاب تطبيقياً بدلاً من التلقين النظري الذي كان سائداً في قسم الإعلام، إضافةً إلى ذلك يجب أن يتم إخضاع الكادر التدريسي القديم لدورات تأهيل ليتمكنوا من تدريس الطلاب وفقاً للتوجه الجديد للكلية".
آمال معلقة على خطوة متأخرة
ومن جهتها، قالت نور عالول (طالبة إعلام سنة رابعة) إن "الخطوة جاءت متأخرة جداً مقارنةً بالدول المجاورة، وما يهمنا الآن أن تصدق تصريحات المسؤولين حول تجهيزات الكلية الضخمة وإمكانياتها الكبيرة وجدواها، وأن لا تكون حبراً على ورق كما اعتدنا".
وأردفت عالول "نعلق آمالنا كاملةً على الكلية الجديدة كوننا لم نتلقى علماً عملياً في قسم الإعلام وكانت أغلب محاضراتنا نظرية، حتى مادة المعلوماتية كانت تعطى نظرياً نتيجة عدم توافر الكمبيوترات" مشيرةً إلى انه "من الواجب مضاعفة عدد الدكاترة في القسم على الأقل 3 أضعاف كي لا تتكرر مأساة قسم الإعلام، إضافةً إلى وضع حد لمشكلة وجود 4 دكاترة لمادة واحدة".
بدوره ذهب جهاد سليمان (طالب إعلام سنة رابعة) إلى التطرف سلباً تجاه الكلية الجيدة، وقال "إن الخطوة هذه كانت متأخرة جداً بالنسبة للدول العربية المجاورة على الأقل لبنان والأردن، وأثبتت تأخرنا عن مواكبة التطور الإعلامي السائد في المنطقة، عدا عن كونها أبرزت تفوق الجامعات الخاصة عن الحكومية حيث من المفترض أن تكون الأخيرة أقوى من ناحية التجهيز وقادرة على تقديم مستوى ارفع علمياً".
يقولون ما لا يفعلون
وأضاف سليمان "أشك بأن تكون الكلية الجديدة كما يروج لها بالضخامة والتجهيزات والجدوى لأنهم عودونا في جامعة دمشق أن يقوموا بعكس ما يقولون".
وعن أساتذة القسم قال جهاد سليمان إن "قسم الإعلام فقير بالأساتذة، والموجودين حالياً يحتاجون إلى تأهيل في حال تم اعتمادهم كأساتذة في الكلية الجديدة، ومن المفروض أن يخضعوا للتأهيل سنوياً إن وجدت الكلية أم لم توجد".
من جهته قال (طالب الإعلام سنة رابعة)، ناهض محايري إنه "من المفروض أن يتم تدريبنا أو إطلاعنا على المناهج الجديدة حتى وإن كانت الكلية لا تعنينا كطلاب نظام قديم" مشيراً إلى أن "الغموض مازال محيطاً بالآليات التي سيتم إتباعها بالكلية والمناهج الجديدة وغير ذلك من الأمور لأسباب مجهولة".
وأضاف محايري إنه "يجب على الكلية الجديدة أن توفر ما تم حرماننا منه في قسم الإعلام كالجانب العملي وأن يتم الاهتمام بالاختصاصات ونوعية المواد وطريقة تقديمها".
وكان مجلس التعليم العالي وافق على افتتاح كلية للإعلام في دمشق ابتداء من العام الدراسي القادم بعد 23 سنة على إحداث قسم الإعلام، ومن ثم أقر إحداث كلية للإعلام في دمشق بموجب المرسوم الجمهوري رقم 283 لعام 2010.
سبب التأخير عدم الوعي
وللوقوف على رأي دكاترة القسم من كلية الإعلام الجديدة وللإجابة على تساؤلات الطلاب، التقت سيريانيوز دكتورة قسم الإعلام في جامعة دمشق نهلة عيسى التي قالت إن "أسباب التأخر في إنشاء كلية خاصة بالإعلام ناتج عن عدم الوعي بأهمية دور الإعلام وأهمية البنية التحتية في صناعة إعلام ناجح يعتمد بشكل أساسي على الجانب التعليمي".
وأضافت عيسى إن "منشأ ضعف الوعي، هو اعتبار الإعلام في مجتمعنا كفن وموهبة ومهنة يمكن أن يمارسها أي شخص دون دراسة، مهمشين في ذلك الجانب الأكاديمي والعلمي" مشيرةً إلى انه "من أسباب التأخير أيضاً هو عدم توافر كوادر تدريسية على مستوى عالي حيث كان عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، إلا انه وفي السنوات الأربعة الأخيرة انضم عدد كبير من الكوادر التدريسية وبمستوى عالي من الخبرة، وأصبح من المناسب إنشاء كلية أعلام مستقلة بحد ذاتها".
وحول قدرة أساتذة القسم بمؤهلاتهم على التدريس في الكلية الجديدة، قالت عيسى إن "دكاترة قسم الإعلام مؤهلين بشكل تام ومدربين في عدة دول إلا أن قسم الإعلام السابق لم يتح لهم الفرصة لإظهار مؤهلاتهم ولم يكن القسم قادراً على اختبار هذه المؤهلات، فأستاذ الإعلام السوري هو دائماً محط اهتمام الدول العربية الأخرى".
تجهيزات بـ200 مليون ليرة
وحول تجهيزات الكلية الجديدة، قالت عيسى إن "البنية التحتية للكلية الجديدة على أعلى مستوى من التقدم، حيث بلغت كلفة الأجهزة فقط من (كميرات وكمبيوترات وما إلى ذلك من أجهزة) حوالي 200 مليون ليرة سورية عدا عن تكلفة البناء والفرش والعزل" مشيرةً إلى أن "الكلية الجديدة ستملك أفضل استديو تلفزيوني وإذاعي تعليمي على مستوى الشرق الأوسط، إضافةً إلى غرفة خاصة للتحرير الإخباري فقط".
ويتألف البناء الجديد لكلية الإعلام من قاعات خاصة بالوظائف التعليمية والتدريب العملي للطلاب من استوديوهات ومخابر ومنظومة أخبار وغيرها من التجهيزات الأخرى بالإضافة إلى مدرجات وقاعات للأساتذة والإداريين.
وحول نظام الساعات المعتمد، قالت عيسى إن "كلية الإعلام الجديدة ستكون أول كلية في سورية تطبق نظام الساعات المعتمد، وسيكون الطالب مجبراً على إمضاء 80 ساعة عملي في المؤسسات الإعلامية بدءاً من السنة الثالثة في فترة الصيف" مضيفةً أنه "أصبحنا غير مضطرين لتدريب طلابنا بالخارج لأننا نملك وسائلنا الخاصة وخبراتنا الخاصة، وإن احتاج الطلاب لخبرات معينة يمكن أن نأتي بالخبرات إليهم حتى الكلية سواء من الجزيرة أو غيرها".
ويقصد بالساعات المعتمدة دوام الطالب في الجامعة لمدة ساعة نظرية أسبوعيا أو ما يكافئها من ساعات عملية معتمدة لمقررات معينة على مدى فصل دراسي كامل.
وعن المناهج، قالت نهلة عيسى إنه "تم تغيير المناهج الدراسية في الكلية الجديدة بشكل كامل، وستحوي الكلية 4 فروع (إذاعة وتلفزيون، صحافة، علاقات عامة وإعلان، وقسم جديد وغير موجود في الدول العربية وهو الإعلام الالكتروني) وستكون نسبة الدراسة العملية في كل اختصاص تتجاوز الـ70%".
طلاب القسم يخرّجون من قسم
وفيما يخص حال الطلاب الحاليين الذين سيعاصرون عهد الكلية في سنتهم الدراسية القادمة، وفيما يخص طلاب الماجستير، قالت عيسى إن "من دخل قسم الإعلام سيتخرج من قسم الإعلام وليس من الكلية، والطلاب الجدد الذين سيدخلون الكلية في العام الدراسي القادم سيتخرجون من كلية الإعلام" مشيرةً إلى أن "طلاب الماجستير الجدد الراغبين في التسجيل بكلية الإعلام سيفسح المجال أمامهم لاختيار اختصاص من الاختصاصات الأربعة وذلك وفقاً لاختبارات الترشيح".
أما عن عدد المقبولين في الكلية العام الدراسي القادم، قالت عيسى "طلبنا ككلية حوالي 120 طالباً للالتحاق بالكلية وفي المفاضلة ربما يرتفع العدد إلى حوالي 200 طالب ليس أكثر، وهذا العدد ليس قليلاً لأن قدرتنا الاستيعابية لتخريج دفعات من الصحفيين على مستوى عالي في الأداء الإعلامي لا تحتمل أكثر من ذلك، وهذا لا يختلف عن أرقى الجامعات الغربية التي لا تقبل أعداداً أكثر من ذلك" مشيرةً إلى أن الهدف من الكلية هو "رفع مستوى الأداء الإعلامي عبر تطوير اللبنة الأولى وهي التعليم".
يذكر أن قسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بدمشق هو القسم الوحيد في سورية الذي يدرس الإعلام وتأسس عام 1987، في حين كان الإعلام يدرس سابقاً في معهد الإعداد الإعلامي الذي تأسس عام 1969، ويوجد في كل سنة دراسية حوالي 300 طالب، ويتم تخريج حوالي 100 طالب سنويا إلى سوق العمل الإعلامي.
سيريانيوز شباب