...
يحكى أنه حدث في إحدى المسابقات الرياضية القصة التالية: كان هناك تسعة متسابقين معاقين , وقفوا جميعاعلى خط بداية سباق مئة متر ركض, وأطلقت إشارة بداية السباق، لم يستطع الكل الركض ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه
وأثناء الركض انزلق احد المشاركين من الذكور، وتعرض لشقلبات متتالية قبل أن يبدأ بالبكاء على المضمار
فسمعه الثمانية الآخرون وهو يبكي
فابطأوا من ركضهم وبدأوا ينظرون إلى الوراء نحوه
وتوقفوا عن الركض وعادوا إليه ... عادوا كلهم إليه
وجلست بجانبه فتاة( منغولية)، وسألته: أتشعر الآن بتحسن؟
فنهض الجميع ومشوا جنبا إلى جنب كلهم إلى خط النهاية معا
فقامت الجماهير الموجودة جميعا وهللت وصفقت لهم طويلا
الأشخاص الذين شاهدوا هذا، مازالوا يتذكرونه ويقصونه
لماذا ؟ لأننا جميعنا نعلم في باطن أنفسنا بأن الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا
الأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة هي أن نساعد الآخرين على النجاح والفوز، حتى ولو كان هذا معناه أن نبطئ وننظر إلى الخلف ونغير اتجاه سباقنا
أحببت أن أدخل إلى الموضوع الرئيس وهو السعادة عبر هذه القصة المعبرة وأعتقد أن هذا الموضوع مرتبط فينا بشكل مباشر .
الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن.
فان لم يكن الآن ، فمتى إذن؟
حياتك مملوءة دوما بالتحديات ،،،
ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة اكبر على الرغم من كل التحديات.
كان دائما يبدو بان الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ.
ولكن في كل مرة كان هناك محنة يجب تجاوزها ،،، عقبة في الطريق يجب عبورها ، عمل يجب انجازه ،،، دين يجب دفعه ،،، ووقت يجب صرفه ، كي تبدأ الحياة .
ولكني أخيراً بدأت أفهم بأن هذه الأمور كانت هي الحياة.
وجهة النظر هذه ساعدتني أن افهم لاحقا بأنه لا وجود للطريق نحو السعادة.
السعادة هي بذاتها الطريق.
ولذلك فاستمتع بكل لحظة بما يرضي الله.
لا تنتظر أن تنتهي المدرسة ، كي تعود من المدرسة ، أن يخف أو يزيد وزنك قليلا، أن تبدأ عملك الجديد، أن تحب شخصا، أن تبلغ نهاية الدوام أو يوم الجمعة ، أن تحصل على سيارة جديدة ، على أثاث جديد ...كي تكون سعيداً .
السعادة هي رحلة وليست محطة تصلها
لا وقت أفضل كي تكون سعيدا أكثر من الآن فكر بهذا للحظة
فالحياة قصيرة جدا
السعادة حسب افضل التعريفات النفسية هي الرضي الداخلي العام عن النفس، فمثلا اذا سمعت احدا يقول انا راض عن عملي فهو يقصد انه سعيد في عمله، واذا سمعت الآخر يقول انه راض عن اسرته فهو يقصد انه سعيد مع اسرته، وهكذا.. وافضل مراتب الرضي هي الرضي عن النفس فاذا توصل الانسان الي مرتبة الرضي عن النفس يعني ذلك انه حصل علي السعادة الحقيقية الشاملة، اي هناك فرق لا ينتبه اليه كثير من الناس والفرق هو بين السعادة والفرح فتعريف السعادة قد اتضح لك واما الفرح فنقصد بها نوبات الضحك والابتسامات فاذا طلب منك في موقف وفاة عزيز ان تكون سعيدا فالمقصود هو الرضي وان تعمل شيئا ولا يمنع ان تبكي وانت راض فهذا هو الفرق.الذين يبحثون عن السعادة في الجاه او في المال او في الزواج فهم في حقيقة الامر يضيعون وقتهم فكثيرا ما نرى من الاغنياء من هم تعساء واخرين فقراء سعداء والسبب ان السعادة لا تأتي من عوامل خارجية وانما هي بداخلك وبنظرتك الي الامور من داخل نفسك وكيف تبرمج حياتك عليها، من هو السعيد؟
هو الشخص الذي يمتلك رؤية ورسالة واضحة لحياته يعيش لها وتتصف رسالته بالسمو والطموح والشمول، وهو الشخص الذي ينظر الي الماضي وكأنه صندوق تجارب والي الحاضر وكأنه ملعب للتحدي والي المستقبل وكأنه ممر منير مستفيد من ماضيه متحمس لحاضره متشوق لمستقبله، السعيد ليس شخصا لا تأتيه المشاكل بل علي العكس لكنه ينظر اليها علي انها مؤقتة وان المسألة لن تدوم والله مع الصابرين ولا يعممها علي جوانب اخري من حياته والسعيد يحب نفسه ولا يصغر من قدراتها، السعيد متحرك متحمس يتعلم ويطبق ويحاول وينجح واحيانا يفشل، ايجابي وليس فدائي ولا اناني يقلق لكنه غالبا مطمئن يبكي لكنه غالبا يضحك يمرض لكنه غالبا صحيح، باختصار فهو انسان لكنه يجتهد فلذلك حتما ينجح.
فكن انسانا ينظر الي الحياة بنظرة جميلة وايجابية وسعيدة تكن سعيدا مطمئن البال فالحياة مليئة بالفرص والخيارات والامل فلا تنظر لها بنظرة سوداء فتصبح عندك كذلك.
لاتقل يارب ان لي هم كبير بل قل ياهمي ان لي رب كبير فرزقك مقسوم .. وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لاتستحق الهموم