لقد تعاركت اليوم مع فشلي وانتصر علي فهو من الثوابت وأنا من الأحلام ولكنني غداً سأنتصر عليه حين أرميه مع كتب المدرسة في مزبلة النسيان أو ربما أعطيه لمن لم يقدم امتحانه فيه عله يرى ما كتبت عليه: هام جداً قال الأستاذ إنه سيأتي في الامتحان.
عندما مرَّ عليَّ اليوم الفشل عصر الحزن قلبي، إلا أنني صرت في هذا خبيراً فالحياة سكبت علي بعضاً من مرارتها لكي لا تسكرني يوماً حلاوتُها, فإذا ما ذقت شيئاً منها يوماً أدركت أنه سيؤخذ مني غداً ولكن من يدري مَنْ يسبق مَنْ...
هل الحلاوة تسبق المرارة أم العكس؟
هل الموت يسبق الحياة أم العكس؟
هل تسرق الخسارة لذة ربح سابق؟
هل يسرق الموت سعادة حياة مضت؟
سألني الفشل مرة: لماذا تزرع وأنت تعلم أنني سأمر من هنا يوماً؟
فأجبته: إلى أن تمرَّ من هنا سأتمتع بلذة الزرع وخضرة الحقول.
جاء الفشل يودعني ليذهب في إجازته السنوية فرجوته أن أرافقه...ففي غيابه الماضي استفرد بي صديقه اللدود المتكبر.
أقبح ما في الفشل أنه قد يسرق الأمل، وأجمل ما فيه أنه لا يترك لك ما تخسره بعد.
جاءني الفشل يستقرض مني مالاً فقلت له: ومن هما كفيلاك لتردَّ لي ما تأخذه مني؟ فقال: الزمن والتجربة.
آخر ملجأ يحتمي به الفشل هو القدر، وآخر رصاصة يتلقاها هي البدء من جديد.
يحلو للفشل أن يتذكر نصف الماضي وبعض الحاضر ليسيطر على المستقبل.
أراد الفشل أن يحتفل بعيد أعياده فذبح المتكبِّر .
كم أشتاق لوجه الفشل وابتسامته الواثقة عندما كنت أحدثه عن إيماني بالقدر وعن معجزات الحظ والصدفة...آه لم أعد أراه منذ أن أعلنت قوتي.
الفشل هو الكائن الوحيد الذي يتغذى على ريش المتكبرين.
ينتصر علينا الموت عندما ننسى ذكريات حياة جميلة، ويتغلَّب علينا الفشل عندما نندم على لذة العمل.