اعتبر الفنان السوري غسان مسعود أن هوليوود مجرد فقاعة فارغة؛ مشيرا إلى أنه لم يصل إلى هذه النتيجة إلا بعد أن عاش الأجواء فيها خلال فيلمين وهما: "قراصنة الكاريبي" و"مملكة السماء".
وفي الوقت الذي اتفق فيه الفنان المصري خالد النبوي مع مسعود على الاعتذار عن فيلم حول شبيه عدي صدام حسين، معتبرا أنه يسيء للعرب؛ قال الفنان المغربي محمد مفتاح إنه يؤيد الرأي القائل بأن السينما العالمية تحت سيطرة "الصهيونية" وضد المسلمين، مشيرا إلى أن أحد المخرجين رفض وضع اسمه على تترات الفيلم بسبب ديانته المسلمة.
جاء ذلك خلال لقاء ببرنامج "نقطة تحول" الأربعاء 7 إبريل/نيسان 2010 على MBC1 مع فنانين عرب كشفوا عن تجربتهم في اختراق هوليوود.
ووصف مسعود تجربته في هوليوود، قائلا: إن الإنسان يبقى مأخوذا ومسحورا بما لا يعرف، حتى يدخله ويعيش أجواءه، فيشعر أنها مجرد فقاعة فارغة، مشيرا إلى أنه كان مشغولا بالضريبة التي كان عليه أن يدفعها مقابل العالمية.
وكشف عن اعتذاره عن فيلم هوليوودي يحمل اسم "الشيطان المزدوج The Devil's Double"، وهو يدور حول قصة (لطيف يحيى) شبيه عدي صدام حسين، المساعد بالجيش العراقي على الحدود الإيرانية، والمنحدر من عائلة من بغداد، والذي أرغم لسنوات على لعب دور عدي خلال حكم والده.
وعبر عن أسفه بسبب مهاجمة أحد المواقع الإلكترونية له؛ لأنه كان سيشارك في عمل اعتبروه إساءة للعرب، مؤكدا أن مشكلة الجمهور العربي أنه لا يفرق بين الشخص والموضوع. وأضاف أنه اعتذر عن الفيلم تماما.
من ناحية أخرى؛ أعرب مسعود عن حزنه لعودة النجم العالمي المصري عمر الشريف إلى بلاده منكسرا إلى بلده مصر بعد كل هذا التاريخ. مستدلا باللقطات التي تؤخذ للشريف بالمطارات خلال سفرياته، بحقيبة صغيرة، مهاجما تحول فكرة العالمية هوليوود في الوسط الفني العربي إلى "سعار".
واعترف الفنان السوري بندمه على مشاركته في بعض الأعمال العربية، ومنها الفيلم المصري "الوعد" الذي لعبت بطولته روبي، فيما امتدح مشاركته في الفيلم المصري الآخر "جوبا".
شروط هوليوود
من جانبه، قال الفنان المصري خالد النبوي، الذي شارك في الفيلم الأمريكي "مملكة السماء": إن الاختيار في أفلام هوليوود له شروط؛ أهمها إجادة الإنجليزية "بعض الشيء".
وأشار إلى أن سقف أي ممثل هما السعفة الذهبية بمهرجان كان، والعمل بهوليوود، مؤكدا أنه على الرغم من ذلك لم يكن يسعى للمشاركة في فيلم "مملكة السماء"، كاشفا عن أنه لم يفرح بالدور إلا لمدة ثلاث ثوان، ثم انقلبت فرحته قلقا وخوفا.
وفي الوقت الذي رفض ما قاله غسان مسعود عن انكسار عمر الشريف بعودته إلى مصر؛ أعرب النبوي عن احترامه "أمانة" المخرج "ريدلي سكوت"، لأنه صنع فيلما أمينا؛ يمجد العرب في زمن حضارتهم، مستنكرا عدم الاحتفاء به في العالم العربي.
وأعلن رفضه المشاركة في فيلم عن عدي صدام حسين؛ مؤكدا أنه سيقدم "شخصية عربية سيئة"، وبالتالي سيعكس بالتأكيد سوءه.
"ضد المسلمين"
من ناحية أخرى؛ التقى برنامج "نقطة تحول" بالفنان المغربي محمد مفتاح الذي قال إن عمله بهوليوود جاء مصادفة؛ موضحا أنه كان على موعد مع فيلم "الشيء المستحيل" للمخرج الأمريكي جين فرانك هامر، حين تم تصويره في المغرب، فاختارته جين لدور ثانٍ بالفيلم.
وأضاف مفتاح: كنت وقتها ممثلا مسرحيا، وخلال أربعة أيام فقط من الممارسة استوعبت التحرك أمام كاميرا السينما، وشوهد الفيلم في باريس 1976، ولكن فوجئت بأن اسمي ليس موجودا بتتر الفيلم؛ فأحسست بالظلم، لكن لم أدرك كيف أتصرف.
وتابع: جاءني استدعاء ثانٍ من نفس المخرج عام 1991 إلى هوليوود، وأعطاني دور رجل مقنّع بفيلم بنفس الاسم "المقنّع"، لكنه دور صامت لمقنّع يقتل النساء، وعاتبت المخرج على تجاهل اسمي، فأخبرني بأن المنتج رفض وضع اسمه لأنه "محمد"، ووعدني أن يعيد لي حقي الأدبي في الفيلم الجديد.
واعتبر أن الربح الوحيد في السينما العالمية له هو المال، لكن الربح الجماهيري والمجد والشهرة في العالم العربي والأعمال العربية فقط؛ مؤيدا الرأي الذي يقول إن السينما العالمية تحت سيطرة الصهيونية وضد المسلمين.
فيما أوضح الفنان العالمي ذو الأصل السوداني ألكسندر صديق، أن ظهوره في أعمال عالمية جاء نتيجة حاجة مخرج بريطاني لممثل بملامح عربية لدور بأحد المسلسلات، فبحثوا بين الخريجين حتى وجدوه، ثم رشحته إحدى المخرجات لأحد زملائها لدور "لورانس العرب"، فدخل اختبارا مع الفنان راي فاينز، ووقع اختيار المخرج على "ألكسندر".
وكشف صديق أنه بعد "لورنس العرب" جاءته برقية تهنئة باسمه الأصلي "صادق الفاضل" من المخرجة "أليك جينيس" ليتم اختياره بعدها لفيلم "رجل خطير"، ثم يختاره المخرج ريك بيرمن لدور ربان السفينة الفضائية في مسلسل باسم "ستار تريك"، فأعطوه 10 آلاف دولار، فيصبح لديه منزل جديد في لوس أنجلوس لتصوير المسلسل هناك.