رؤساء تحرير يوروسبورت في العالم يقارنون بين أساطير كرة القدم مارادونا وبيليه وزيدان والأرجنتيني ليونيل ميسي بعدما جعلت رباعية الأخير في شباك آرسنال الإنكليزي منه حديث كل لسان. من منهم الأفضل على مر العصور يا ترى؟
كريستيان ماتشيدو (رئيس تحرير النسخة الإسبانية):
لا شك أن ميسي أفضل لاعب في العالم في الوقت الراهن، وبأن موهبته قادت فريقه للفوز بكل الألقاب المتاحة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في قدرته على الاحتفاظ بمستواه لعدة مواسم، حتى يفرض نفسه أحد أساطير الكرة على مر العصور. كما يتوجب عليه تقديم المزيد على الساحة العالمية، وتحقيق إنجازٍ طيبٍ مع بلاده في كأس العالم.
علينا ألا ننسى أن كرة القدم شهدت سطوع نجم العديد من اللاعبين الذين ظن الجميع أنهم سيسحبون البساط من تحت أقدام بيليه ومارادونا - كبلاتيني وزيدان ورونالدو ورونالدينيو -، لكنهم فشلوا في بلوغ مرتبة الأساطير.
ميسي يملك الأدوات اللازمة لبلوغ تلك المرحلة دون شك، لكن عليه أن يواصل مسيرته على هذا المنوال.
غويديو جوانتشي (رئيس تحرير النسخة الإيطالية):
من الصعب دائماً المقارنة بين لاعبين لعبوا في عصور مختلفة، لكن المفاضلة بين ميسي ومارادونا تبدو جائزة. إذ يتشابه اللاعبان الأرجنتينيان في النواحي الجسدية والتكتيكية ويلعبان بأسلوبين متقاربين، معتمدين على مهاراتهما الفردية أكثر من اعتمادهما على اللعب الجماعي.
لكن عمر ميسي يبدو جانباً هاماً في المقارنة، ففي الوقت الذي يبهر فيه ميسي الجميع في سن الثانية والعشرين، فشل مارادونا في ترك بصمته في كأس العالم 1982. لذا سيكون المونديال المقبل محطةً هامةً جداً في الحكم على اللاعبين، وضروريةً لميسي حال أراد التفوق على مارادونا، سيما أنه لم يقدم شيئاً يذكر على الصعيد الدولي، ما سيجعل من المشاركة في كأس العالم 2010 فرصته للتألق وتغيير عادته في تخييب آمال محبي الـ "تانغو".
لا أشاهد ميسي باستمرار في الدوري الإسباني، لكني شاهدت بعض مباريات الفريق الكتالوني التي لم يقدم فيها المهاجم الأرجنتيني شيئاً يذكر. أنا مسن بعض الشيء، لذا أذكر عندما دافع مارادونا عن ألوان نابولي، وأؤكد لكم بأنه ساهم في فوز فريقه في كل مبارياته.
كما لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الأزمنة التي ظهر فيها اللاعبان، فرغم فوز ميسي بكل الألقاب مع برشلونة العربق المنظم، فاز مارادونا بلقب الدوري الإيطالي وكأس الاتحاد الأوروبي مع نادٍ صغير ولاعبين عاديين وتنظيم أقل من عادي.
على ميسي أن يلعب بنفس المستوى لموسمين أو ثلاثة مع ناديه ومنتخب بلاده حتى يصبح أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لكنه يملك ما يكفيه لتخطي أسطورة مارادونا: الاستمرارية والعقل.
محمد سناجلة (رئيس تحرير النسخة العربية):
ميسي لاعبٌ رائع دون شك، لكن حين أتذكر مارادونا وإبداعاته مع الفريق الإيطالي الجنوبي الصغير نابولي، لا يمكنني أبداً المقارنة بينهما. فلا يمكن لأبناء جيلي أبداً نسيان اللحظات التي استمتعنا فيها بمتابعة مارادونا في نهائيات كأس العالم 1986 واعتبرناه - وسنبقى نعتبره - الأفضل على مر العصور.
تذكروا أن ميسي يلعب في أحد أفضل أندية العالم، في الوقت الذي دافع فيه مارادونا عن ألوان نادٍ صغير، ونجح مع ذلك في "تدويخ" ثلاثي رعب ميلان الهولندي المكون من فان باستن وخوليت وريكارد والإطاحة بهم.
لا زال ميسي صغيراً وقادراً على تقديم المزيد، لكن مارادونا يبقى مارادونا.
ستفين زويرن (رئيس تحرير النسخة الألمانية):
قدم ميسي أمام آرسنال بعداً جديداً لم نعرفه في كرة القدم. إذ أثبت علو كعبه في الجانب الجسماني ومهارته غير العادية في التحكم بالكرة إلى جانب نجاحه المتواصل في تحقيق أهداف فريقه.
لكن هل يعني هذا أن ليونيل ميسي أفضل لاعب في التاريخ؟ بالطبع لا! إذ يفتقد ميسي لشيئين: عدم إثبات مستواه العالي في أقوى دوريات العالم، وعدم تألقه في نهائيات كأس العالم.
كما أن من الواجب أن نقارن بين لاعبين يلعبان في نفس الفترة الزمنية، فميسي لاعب غير عادي بالمقارنة مع أقرانه في الوقت الحالي، لكن يتوجب عليه أن يقود الأرجنتين للفوز بكأس العالم كما فعل مارادونا ويتألق في الدوري الإنكليزي، قبل أن يفكر في أن يصبح في خانة الأساطير التي يسكنها بيليه ومارادونا.
كريستيان بوريل (رئيس تحرير النسخة السويدية):
لا بد من اللجوء إلى الحكم توم هينينغ اوفريبو للمقارنة بين مارادونا وميسي. فالقول أن ميسي أفضل أو مثل مارادونا، ظلم كذلك الذي اقترفوه من ادعوا بأن بيليه كان أفضل من غارنيتشا.
مارادونا أو ميسي؟ غارنيتشا أو بيليه؟ هل تبحث عن الحقائق أم تريد لاعباً يتحلى بالأخلاق المثالية للبطل؟
غلين سيلليه (رئيس تحرير النسخة الفرنسية):
ليونيل ميسي أفضل لاعبٍ في العالم في الوقت الراهن، وعرضه أمام آرسنال يثبت نظريتي. فبفضل استمراريته وفعاليته، نجح المهاجم الأرجنتيني في التفوق على البرتغالي كرستيانو رونالدو والإنكليزي واين روني.
لكن يبقى أن نذكر بأنه لم يقدم كل ما لديه سوى مع برشلونة، فيما يقدم أداءً مغايراً تماماً مع الأرجنتين يوهمك بأنه لاعبٌ آخر.
بالنسبة لنا، لا بد لميسي أن يفوز بكأس العالم حتى نتمكن من مقارنته بالأساطير أمثال مارادونا وبيليه. وبالطبع، لا بد له من المحافظة على مستواه حتى يتمكن من تخطي الأسطورتين، إذ أنه لا يزال في الثانية والعشرين من عمره، ويملك الكثير ليقدمه.
اليكس تشيك (رئيس تحرير النسخة الإنكليزية):
لا يمكن القول بأن ميسي أفضل لاعبٍ على مر العصور. لكن مجرد التساؤل حول ما إذا كان لاعبٌ يبلغ الثانية والعشرين من عمره أفضل لاعب في التاريخ أمرٌ مثير بحد ذاته. فكعادة العظماء، يملك ميسي قدرة غير عادية على التوازن والاحتفاظ بالكرة، ما يجعله يبدو كقزم بقوة مارد.
بالنسبة لي، أعتبر زين الدين زيدان ملك الاحتفاظ بالتوازن رغم بنيته الجسمانية الكبيرة التي تصعّب عادةً من هذه المهمة. أما مارادونا الذي يقارنه الكثيرون بميسي، فقد كان أسطورة في هذا المجال، وأبهر العالم بقدرته الفائقة على الاحتفاظ بتوازنه.
يبقى أن نذكر بأن على كل أسطورة أن يفوز بكأس العالم حتى يصل إلى تلك المكانة، لذا لا بديل لميسي عن تقديم كل ما لديه في النهائيات التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى يضع نفسه في العظماء.
بيوتر زويرتشويسكي (رئيس تحرير النسخة البولندية):
لا شك في أن ليونيل ميسي أفضل لاعبٍ في العالم في الوقت الحالي، لكنه ليس الأفضل.
تبدو قدرة ميسي دون حدود، إذ يملك كل ما يحتاجه اللاعب الفذ، إلى جانب رؤيته العظيمة التي توحي لنا بقدرته على قراءة أفكار المدافعين وإيجاد الحلول اللازمة للهرب من تحركاتهم. فميسي لاعبٌ عظيم نجح في حصد كل الألقاب مع برشلونة، لكنه لم يفعل شيئاً مع منتخب بلاده، حتى حينما عانت الأرجنتين من مشاكل حقيقية في خط وسطها في تصفيات المونديال.
إذا لم يتمكن ميسي من تقديم أدائه مع برشلونة بقميص الأرجنتين، فلا يمكن اعتباره الأفضل في العالم، سيبقى مارادونا وبيليه وزيدان أفضل منه.
جوزيه لي (رئيس تحرير النسخة الصينية):
أحدث ميسي وفريقه برشلونة ثورة في عالم كرة القدم، كتلك التي أحدثها فيلم "افاتار" في عالم السينما. إذ نجح الوريث الشرعي للأسطورة دييغو مارادونا في الاحتفال بأفضل مبارياته الأوروبية برباعية في شباك آرسنال.
قد يظن البعض أن واين روني قادرٌ على منافسة ميسي في الجلوس على عرش الكرة العالمية بالنظر إلى أدائه في الموسمين الماضيين، لكن أداء المهاجم الأرجنتيني في "كامب نو" سيجعل من مهمة منافسه الإنكليزي مستحيلة.
إذا نجح ميسي في قيادة الأرجنتين للفوز بلقب كأس العالم هذا الصيف، فسيصبح اللاعب الأفضل في التاريخ دون منازع. لا تنسوا أن ميسي لا زال في الثانية والعشرين من عمره فقط!
Eurosport