كيف تعرف أنك في العام 2010 ؟

!


عندما تعرف في لحظة أو تدرك بأن لديك خمسة عشر رقماً هاتفياً يخص بيتك وأسرتك المكوّنة من أربعة أو خمسة اشخاص، وتضيع بين هذه الأرقام عند الدفع والتسديد واستقبال المكالمات ، تعرف حينها أنك تنتمي إلى العام 2010 بل وربما أكثر من العشرة، والله يستر العشرة أعوام القادمين ماذا سيفعلوا بنا ؟!


عندما تريد أن تخاطب زميلك في العمل الذي يجلس بجانبك تماماً، فترسل له رسالة " إيميل " أو بريد ألكتروني ،إيه يا دنيا !! شو هاالتغييرات هي ؟؟ تحضرني أغنية فيروز " أديش كان في ناس على المفرق تنطرناس " !!

عندما تقف بالسيارة تحت البيت ، وتتصل بالموبايل إلى البيت لتطلب من يساعدك في حمل البقالة من السيارة بعد أن كان الجيران وأبناء الجيران يتولون هذه المهام الجسام ، أمّا اليوم فواحسرتاه لم يعد يظهر لهم صوت ولا صورة، وفي القديم كان الجيران يتواجدون بكثافة في أرجاء بيوت الحارة، وعلى الشرفات وفي أرضيات الديار، وكانوا يهرعون لمساعدة جارهم بما يحمل من بقالة أو أشياء، وكان الجميع يعرف ماذا طبخ جاره أو جارته اليوم.



أمّا اليوم وفي العام 2010 لا تعلم الزوجة إن كان زوجها قد تناول الغداء أم لا ؟ وإذا كان الأولاد قد اجتمعوا في البيت من أجل وجبة العشاء أم لا ؟! عشاء أي عشاء ؟ هذا المصطلح التغى من قاموس الناس .. فالتلفزيون والدش والمسلسلات التركية والسورية والخليجية التي تدخل في مسابقة على شاشة تلفزيون المساء لا تترك المجال لأحد أن يتذكر العشاء، أو حتى أن تتذكر الأم إن كان أولادها قد تعشوا أم لا ؟ فأحداث المسلسل أهم وأقوى ، فماذا سيكون حالها غداً في العمل عندما تتحدث زميلاتها عن أحداث مسلسل " هات وخود، وجيب وحطّ، وتعا ولا تجي، وكذوب عليّ " وكيف سيكون مصيرها؟ وكم ستتهم بالجهل والغباء وقلّة الملاحظة والذكاء، إذا لم تدقق إذا كانت عيون البطل سوداء أم زرقاء أم حمراء ؟ وإذا كانت حواجب مهنّد تميل إلى الأسفل أم إلى الأعلى! ومن يعرف هذه المعلومات بدقة سيكون من المؤكد نجم جلسة العمل في اليوم التالي "أو جلسة العصرونية" أو الصبحية " فمابالك بمن لا يدري شيئاً عنها، أوففففف ؟؟!حقاً إن تلك هي الطّامة الكبرى ..؟!




أمّا، عندما تغادر بيتك، وقد نسيت الموبايل، وتتذكره فتصاب بالرعب، فتعود مسرعاً، مذعوراً، لا هثاً إلى البيت لـتأخذ الموبايل، وأنت تخشى أن يكون قد اتصل بك أحد خلال فترة الخمس أو العشر دقائق التي تركت فيها الموبايل بالبيت، بالله عليكم أليست هذه أكثر من سنة 2010 ؟!! هذا الموبايل الذي بقينا وبقيت البشرية تتواصل، وتعمل لآلاف السنين بدونه !! اليوم تحصل كوارث إذا نسيناه في البيت لمدة خمس دقائق !!! أوففففف .. فعلاً شي غريب ! من لديه تفسير لذلك ؟؟ الحكماء ؟ الفلاسفة ؟ العلماء ؟؟ العمى؛ مستحيل ، لأنو هدول الناس ما يحملوا موبـــــايل ؟؟!!!!



عندما تستيقظ في الصباح وتفتح الأنترنت على موقع سيريانيوز لتعلم آخر الأخبار المحلّية، الدولية، العالمية، والفلكية، وأخبار الجريمة ، والشنق ، وأخبار الفّن ، والسيارات، والطيارات والزواريب والحارات، وغيرها من أخبار تسرّ البدن وتقرّب موعد الموت و الكــفـن ، وهذا بدلاً من أن تشرب قهوة الصباح مع زوجتك أو جارك، أو أبناءك أو والدك أو والدتك الذين كانوا يأتون لزيارتك، وهذا كان ياما كان أيام زمان ، واليوم لم يعد أحد يزور أحد ولا الأم تعرف عن إبنها شيئاً، ولا الأب يعرف عن ولده شيء، ويا ويلهم إذا فكروا بزيارته من دون موعد مسبق قبل عشرة أيام، أو خمسة عشر يوماً، أو حتى شهر، ويكفيهم رسالة SMS من الموبايل، يطمئنهم فيها عليه، وهذا بين الفينة والفينة ؟ أمّا إذا جاءوا بدون موعد، فالويل الويل، يا يمّا الويل ؟! ستكون معركة طاحنة، قاسية، ساحقة، ماحقة، تدمي القريب والبعيد، وتقهر الأولاد في القلب والصميم، وهذا سيكون من فعل الزوجة، والزوج الذي يأبى الانكسار، ويكره أن لا يكون سيدّ المكان والدّار، حتى لا يقول عنه أبويه بأنه أمام زوجته طرطور..!



هذه من سمات العام 2010 والأعوام القادمة بإذن الله ... أمّا المقولة الكريمة ؛ " صلوا الأرحام " ، هههه .. يا حياتي، هذه موضة أيام زمان بابـــا !!

عندما تهتز علاقتك بجيرانك الذين ليس لديهم إيميل، وأصدقائك الذين لا يحملون " فلاشة في جيبهم" لكي يحمّلوا عليها آخر الأغنيات، وأحدث التقنيات، وأكثر الألعاب جسارة، وقوة وخطورة ..! صحيح ما نفع المرء اليوم بدون فلاشة في جيبه تحوي كل الابداعات التي يجمعها من فلاشات الآخرين، هل تصدقون إنسان معاصر، مكاسر، مجاسر ، مطاحن، محاجج ، ولا يحمل فلاشة في جيبه ؟! هذا الكائن بالتأكيد لا ينتمي إلى العام 2010 ...!

أمّا الرنةّ بغنية، ولكل مقطع صبّية، فهذه لا تنتمي إلى العام 2010، بل تنتمي إلى المسحراتي القديم، الذي كان يجوب الشوارع عند بدء السحور الرمضاني، ويلّحن بصوته الجميل مع الدربكة القوية، لكل منزل صوت، وصرخة، ودعوة سماوية، ومن هون شركات الخليوي سرقت الفكرة وعملت لكل رنّة غنّية ..!



هكذا نكون في العام 2010 وما بعد العام 2010، والله ينجّينا من العام 2020 ، إذا استمرت البشرية لهديك الأيام ؟! بهذا الحلم وهذا المنام ..! وعلى قول إخواننا الحلبيّة : "" ديــه يا خيـّوو، إي والله شي بطقـق ""

يسلموووووووووو جورج. والله حطيت إيدك عالوجع تماما. بس مو طالع بالإيد شي, هيك الدنيا ماشية, ونحنا ماشيين وراها.

مو قصة تشاؤم, بس صايرة الشغلة لدرجة الهوس, وعم تخليناننسى كتير أمور بالحياة أو بالأحرى نتناسا, بس مافينا ننكر إنو هالتكنولوجيا سهلت علينا حياتنا, بس متل مائلتي ورود , بترجع لطبيعة الأشخاص.