بعد عدة أيام قضتها "روث إيجلاش" الصحفية الإسرائيلية بصحيفة جيرزواليم بوست الإسرائيلية فى الإسكندرية، كتبت عن تجرتها هناك متسائلة فى تقرير مطول لها عما إذا كانت ترتدى النساء المسلمات فى مصر الحجاب، من أجل الموضة والظهور بأحدث الأزياء أم لتطبيق الشعائر الدينية.
بدأت الكاتبة الإسرائيلية تقريرها قائلة "استغرقت رحلتى فى مصر أقل من ثلاثة أيام أثناء مشاركتى فى مؤتمر حرية التعبير فى عصر التكنولوجيا الرقمية بمكتبة الإسكندرية منذ عدة أيام والتى ترعاها الأمم المتحدة وبرنامج تحالف الحضارات والمركز الدولى للصحفيين ومؤسسة آنا ليند، والذى استمر لمدة 3 أيام وشمل حضور 40 صحفيا من دول غربية وإسلامية، بالإضافة لى وزميلى من إسرائيل، ولكن الأمر تحول بالنسبة لى أن تكون رحلتى بالإضافة لتغطية فاعليات المؤتمر أن أجد إجابة لسؤال كان يتردد فى ذهنى عقب وصولى إلى الإسكندرية، وهو لماذا ترتدى المصريات كل هذه الأزياء والأشكال المختلفة من الحجاب؟
ولماذا زادت رغبتى فى شراء حجاب بعد أن رأيت هذا الكم الهائل من الألوان والأشكال فهناك الحجاب ذو اللون الواحد والمتعدد الألوان والحرير والقطن والباشمينا، ووجهت سؤال لزميلى هل أنا كعلمانية يهودية أعيش فى إسرائيل فى حاجة إلى واحدة لارتدائه هنا؟".
وأضافت: "المفارقة أننى كيهودية علمانية شعرت كليا بأننى مضطرة لشراء غطاء رأس إسلامى، وكان من الواضح لى أن ارتداءه لم يكن دينيا، ولكن ما كان يدفعنى لارتدائه هو التفكير فى التستر على الأقل فى مدة إقامتى بالإسكندرية؟ وأيضا لأننى كنت واثقة من أنه سبب هام لحمايتى من التحرش الجنسى من جانب الرجال والشباب المصريين.
وقالت روث إن كل من حولى من الفتيات والنساء المصريات صغار وكبار، سرن فى شوارع المدينة الساحلية مرتديات الحجاب والقبعات المزخرفة متباهيات بها، بل وبأشكال مختلفة فهناك الحجاب المتورم أو المنفوخ وآخر المدسوس وآخر بدون عدة لفات وآخر محشو ومزخرف بالترتر، وآخر مطرز وهناك أيضا الحجاب الذى يظهر بعض خصل الشعر.
وقالت إنه فى وسط هذا الكرنفال من الأزياء المختلفة من الحجاب فيمكن لأى إنسان أن يعد بسهولة عدد النساء اللواتى لا يرتدين هذا الأمر، مما جعلنى بدونه عارية الشعر يظهرنى وكأننى فى جولة سياحية.
وأضافت الصحفية الإسرائيلية أنه على الرغم من أننى فى النهاية قررت التخلى عن الحجاب وتركته إلا أننى ظللت مفتونة به وبهذا الزى الإسلامى القديم البحت، ولكن بالرغم من ذلك لاحظت أن ارتداء النقاب - غطاء الوجه – أو ارتداء الحجاب -غطاء الرأس – لم يكن لأسباب دينية فقط بل إن العديد من النساء الأصغر سنا يرتدين هذا الحجاب مع مزيد من الملابس الغربية الضيقة والعارية فى بعض الأحيان، وذلك تماشيا مع آخر صيحات الموضة