افتتحت جماعات يهودية متطرفة كنيسا في قلب مدينة القدس المحتلة في واحد من أكثر مشاريع التهويد جرأة وخطورة، وينطوي هذا المعبد على مخاطر بالغة بالنسبة للمسجد الأقصى إذ لا يبعد عنه سوى ثلاثمائة متر ويعتبره اليهود مقدمة لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المطوق بشبكة من الحفريات. ونتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين، ما هي الخلفية التاريخية لهذا الكنيس وما تداعيات بنائه على مستقبل القدس عامة والمسجد الأقصى خاصة؟ ما حجم التحديات التي تمثلها هذه الخطوة بالنسبة للعرب والمسلمين وما هي خياراتهم للتصدي لها؟... منذ أيام إذاً وإسرائيل تستعد لفتح معبد الخراب، قوات الأمن ضربت حصارا على مدينة القدس ونشرت فيها قوات خاصة بلباس أسود متحزمين بقنابل الصوت والغاز ونصبت المتاريس على مداخل البلدة القديمة، منع المسلمون ممن دون الخمسين من العمر من الوصول إلى الأقصى وحيل بين التجار العرب ومتاجرهم في البلدة العتيقة، سوقها الرئيسي بدا مهجورا ولكن الحي اليهودي المجاور بدا غير ذلك وكأنه في مدينة أخرى فالحركة سرت في كل أوصاله والصخب ملأ جنباته، جماعات يهودية متطرفة وممثلون عن الحكومة والتيارات الدينية كانوا يعدون لترشيم كنيس الخراب غير بعيد من أولى القبلتين وثالث الحرمين.