ثمة تفاؤل دائما مهما ساد اللون الاسود وعمت قتامة اللون العيون ، فإن الضوء والنور موجودان وبأن الأمل والتشبث بالحياة موجودان ايضا ولكنه يعود الى حرص الحبيبين على اعادة الحياة الى جسد الحب الحقيقي في مقاومتهما للمرض وآلامه وتحمل المحب الالام والصبر عليها قد يكون من احد اسباب طرق العلاج . والسؤال هو:هل من طرق للعلاج ؟
لا توجد بطبيعة الحال وصفة طبية جاهزة يمكن العمل بها لعلاج مثل هذه الاورام السرطانية التي تفتك بجسد الحب الحقيقي، ولا يمتلك شخص خاتم سليمان السحري كي يوجد الحل السريع ، لكن بالمقابل فإن الموت الرحيم واطلاق الرصاصة او ابرة السم التي تعطى لجسد الحب الحقيقي واماتته بحجة ان الجسد هذا غير قابل للعودة الى الحياة امر مرفوض تماما . الأمل دائما موجود والعلاج دائما احتمالات نجاحه واردة وان طالت فترة العلاج حتى لو اضطر المحبان إلى عملية استئصال عضو من اعضاء جسد الحب الحقيقي من اجل الحفاظ على بقية اعضاء الجسد من التلف وانتشار الاورام فيه اكثر ، والمقصود بالاستئصال هنا هو التضحية ، فيضحي المحب او الحبيب بما هو عزيز عليه من اجل الحبيب ، فمثلا قد تكون الحساسية الزائدة عن الحد بين الحبيبين هي احد اهم المرتكزات في العلاقة وبأن سبب تخبط حالة الحب لديهما هو الحساسية المفرطة ويعتبر كل واحد فيهما انها المرتكز ولا يمكن ان يضحي بها او يتنازل عنها ..... الخ فكيف يكون الحل لإرضاء الطرفين وتلبية غريزة الحساسية لديهما لانها زادت عن كونها حاجة او رغبة بل اصبحت ضرورة ملحة عند الطرفين وصلت الى مرتبة غريزة ولكنها ليست فطرية وليست مكتسبة في نفس الوقت بهذا الحجم المبالغ فيه .
الحساسية بين الافراد العاديين رجالا ونساء تختلف في حجمها ونوعها عن الحساسية بين المحبين والاصل ان لا يكون بين الحبيبين حساسية في الوضع الطبيعي الا ما وصل الى حدود المس بالكرامة وهذا مرفوض اخلاقيا الوصول الى المساس بكرامة الانسان سواء كان حبيبا او حتى عدوا فإنسانية الانسان وكرامته محفوظة في كافة القوانين والشرائع السماوية والوضعية في نفس الوقت ، ولكننا نتحدث هنا عن الحساسية المفرطة والتي لا علاقة لها بالمساس بالكرامة . فالعلاقة الجميلة والروابط الروحانية بين المحبين اكبر واجمل بكثير من حساسية مفرطة ولكننا نفترض انها وجدت وكانت سببا للاختلاف وانقطاع الاتصال بين الحبيبين او فشل حالة الحب الجميلة بينهما .
الموقف العلاجي هنا يتحدد من خلال طبيعة كل علاقة على حدة بين محب واخر تختلف طبعا ، ولكن على الاثنيين ان يضحي كل منهما ولا ينتظر تضحية الاخر واذا كان لديه حالة من انتظار تضحية الحببيب بالمقابل فلا يكون مضحيا بل بائعا ينتظر الاجر ممن ضحى له . أما: اذا وصل الطرفان لهذه المرحلة من التضحية التي لا مقابل لها من الاخر بدأ الحب الحقيقي يأخذ أنفاسه العميقة وبدأت الحياة تعود اليه بسرعة او ببطء وعلى المضحي ان لا ينتظر سرعة النتائج فقد تطول او تقصر حسب الحالة والتفاني في التضحية وتكرارها دون ملل ، حتى لو اساء المضحى له للمضحي ، فعلى المضحى ان لايثور او يغضب بحجة ان الحبيب غير مقدر لحجم التضحية التي يقدمها ، بل على العكس تماما فقد يشعر المضحى له انه مقصر وكرد فعلي سلبي تكون الاساءة بدل الاعتراف بالجميل وهذه حالة نادرة جدا ، ودليلنا في ذلك قول رب العزة ( واتبع السيئة الحسنة تمحها ) الاية . فالتسامح بين المحبين اولى واكثر حاجة واهمية ، فإذا اساء الحبيب وتسامح المحب يكون كما المصدر المائي النقي والعذب لجسد علاقة الحب الحقيقي الذي هو بحاجة اليه . ولكن جسد العلاقة بحاجة الى الغذاء والدواء حتى يسترد الجسد الروح وعافيته .
" Romans "