امرأة تكسر احتكار الرجال لهذا الفن .. أول حكواتية في سورية والعالم تستقطب النساء والرجال في مقاهي دمشق
بعد أن كانت مهنة الحكواتي شخصية شعبية يؤديها الذكور الذين يجدون في أنفسهم المقدرة على رواية السير الشعبية والتاريخية بأسلوب شيق دخلت الشابة "نورا عجيب" هذا المضمار لتكون أول امرأة حكواتية في سورية والعالم , وفقاً لتقرير نشرته وكالة الانباء السورية .
وتعتزم الشابة "عجيب" من خلال دورها الفريد في تجسيد شخصية الحكواتي أن تعيد هذا الطقس إلى عدد من المقاهي التي تقدم فيها أمسياتها وأن تجتذب النساء أيضاً بهدف جعل رواد المقهى على هيئة أسرة أو عائلة تستطيع التقاط العبر والحكمة من مضامين الحكايا والقصص التي ترويها.
وفي تصريح لوكالة سانا اعتبرت عجيب التي تكمل دراسة الماجستير في الفلسفة في جامعة دمشق أن قيامها بدور الحكواتي كان فكرة جريئة لتكون المرأة الأولى في سورية والعالم لتؤدي هذا الدور أمام الملأ في المقاهي وقالت: إن الجدة تعد الراوية المعروفة للأطفال والأحفاد عبر سردها لقصص تحمل الحكمة والفضيلة والمعرفة ولا تختلف التجربة التي بدأتها منذ نحو ستة أشهر عن ذلك إلا أنني أروي الحكايا لجيل الشباب مع التركيز على المعلومة والحكمة مضيفة إن رواية هذه القصص تشبه حالة وصل بين الماضي والحاضر.
وأوضحت عجيب أن الستة أشهر الماضية كانت فترة تحضير وتدريب مكثفة حيث اختارت كتاب ألف ليلة وليلة لتستقي منه القصة بإيجاز وترسم الحالة الاجتماعية والاقتصادية في العصر العباسي وإيصالها للجمهور بلغة قريبة من الناس.
أما عن كيفية رواية القصص فعملت عجيب القصص على تكثيفها واختزالها وإعطائها روحاً وقالباً يجذب الانتباه معتمدة طريقة الإلقاء اللافتة عبر حبك القصة وروايتها بطريقة عصرية.
وتوقعت عجيب أن يجذب هذا الأسلوب الجمهور برجاله ونسائه لأن الفكرة جديدة ولاسيما أن الإنسان تواق بطبعه للتجديد ويبتغي الابتعاد عن الروتين الباعث على الملل وقالت: سنخرج الحكاية من طابعها التقليدي ونبعدها عن هزلية المضمون.
وتتمسك عجيب بالمطالعة وتثقيف نفسها عن طريق قراءة الكتب التراثية مع التركيز على امتلاك أسلوب القص واسلوب الرواية القادر على جذب انتباه المستمع ولاسيما أسلوب الإلقاء الشيق مبتعدة عن الأساليب التقليدية القديمة التي كان يعتمدها الحكواتية كالضرب بالخيزرانة على الطاولة.
يذكر أن الحكواتي شخصية واحدة جسدها كثيرون على مر عقود من الزمن وهي مهنة عرفتها بلاد الشام منذ مطلع القرن التاسع عشر وحظيت بشعبية كبيرة جعلتها جزءاً من التراث الشعبي في هذه البلاد حيث اشتهرت مدينة دمشق شهرة كبيرة بالحكواتية فلا يوجد مقهى من مقاهي مدينة دمشق التراثية إلا وفيه الحكواتي الذي لم يكن مجرد شخصية أو مهنة أو حرفة إنما حالة ثقافية ومعرفية ممزوجة بالمتعة والتسلية.
وحول احتمالات تقبل الجمهور لهذه التجربة المبتكرة قالت عجيب إن أي تجربة جديدة تحمل الكثير من الصعوبات في البداية إلا أنني أخذت وقتي في التجهيز لها لتخرج إلى دائرة الضوء ولاسيما أن رواية الحكايا ستخرج عن الإطار التقليدي للحكواتي من خلال مراعاة أذواق مختلف المستويات والشرائح التي تحضر وتستمع للحكايا بحيث يكون الهدف هو تقديم المعلومة مع القليل من التشويق البعيد عن التهريج أو الهبوط باتجاه الإسفاف بمشاعر الجمهور وتجاهل مستوى وعيهم